أشار شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، خلال إلقاء خطبة العيد في بلدة شانيه، إلى أنه يحدونا الأمل بأن يبادر السياسيون والمسؤولون، بمثل هذا الحج والقصد ومثل تلك التضحية، وكل من موقعه، سعيا دون كلل، وطوافا دائما وتلبية مندفعة ورميا بعيدا لجمار الحقد ونحرا وقتلا للضغائن، وحصرا للخلافات والمناكفات، وردما للغة التصعيد والمنافرة التي سئمها اللبنانيون، وبحثا صادقا عن السبل الناجعة لمعالجة قضايا الناس المعيشية التي هي أولى الأولويات. ولنقدم الأضاحي من أجل لبنان وشعبه المكسور، ومن أجل خلاص الوطن وإنقاذ ما تبقى لدى اللبنانيين من أمل. وليضح المسؤولون برغباتهم ومشاريعهم الفئوية والطائفية من أجل مشروع الدولة الذي طال انتظاره. وليضح الرئيس تلو الرئيس، والوزير والنائب وكل صاحب كرسي في هذه الدولة ببعض مما يشتهونه ويتناحرون عليه من أجل تأمين حاجة صحية أو تعليمية أو سكنية أو معيشية لأناس أصبحوا على حافة الهاوية، وبعض كبار القوم لا يأبهون. ولنضح جميعنا بكل ما يسيء إلى علاقات لبنان الطيبة مع أشقائه العرب ومع أصدقائه في المنطقة والعالم، ففي ذلك سبيل لبلوغ العيد وخلاص لبنان".
وأشار إلى أن "مسؤولية التدهور الاقتصادي والانهيار العام تقع على عاتق أهل الحكم والسلطة الذين أوصلوا البلاد إلى ما وصلت إليه، وأولئك الذين ما زالوا يعيقون مسيرة الإصلاح وتيسير أمر الدولة، ويضعون الشروط التعجيزية أمام تشكيل الحكومة، والذين ينامون ملء أعينهم أو يغطون في سبات عميق، في حين تتضاعف المآسي الاجتماعية وتشتد الأزمات المعيشية، وتتفاقم أزمة المودعين فيجبرون على سحب أموالهم بالسعر المتدني غصبا عنهم، وكخيار لا مفر منه، وذلك في سرقة موصوفة لأموالهم، ومؤسسات الدولة تترهل وتقفل أبوابها وخدماتها في وجه طالبيها ولا تقوى على مواجهة الازمات وحل مشاكل المواطنين، مما يشكل خطرا على مستقبل الدولة وثقة الناس بالوطن".
وسأل أبي المنى: "ألا يفترض بالقادة المسؤولين اجتراح الحلول والمخارج لهذه الأزمات، للتخفيف مما يعانيه اللبنانيون من ألم وضيقة، وما يواجهونه من مآس اقتصادية ومعيشية واجتماعية وصحية وتعليمية؟ ألا يجدر بهم التزام روحية الدستور والتضامن لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية؟ فلبنان التراث والتنوع والحرية والعيش المشترك والوحدة، لبنان التاريخ والحضارة والعروبة والانفتاح، لبنان المحبة والرحمة والأخوة جدير بالوفاء ويستحق التضحية لإنقاذه من خطر وجودي يهدد مستقبله، والتغيير الحقيقي الذي يرجوه شبابنا يكون بالإصلاح وإنقاذ ما تبقى من مؤسسات وقيم أخلاقية ووطنية، وليس بهدم ما تبقى".